بعد ثلاث عشرة سنة من بدء الدعوة إلى الإسلام , هاجر
النبي صلي الله عليه و سلم من مكة إلى المدينة, ليدعو إلى دين الله في أمان و
اطمئنان. و هاجر مثله أكثر المسلمين من مكة إلى المدينة ليحفدوا دينهم
و يعبدوا الله في أمان و اطمئنان.
فَارَقوا
ديارهم و أموالهم و تجارتَهم و أهليهم ليعيشوا في بلد غير بلدهم, ليس لهم فيها
ديار يسكنونها, ولا أموال يُنْفقونها, و لا تجارة يكسبون منها, ولا أهل ينتصرون
بهم و يعتمدون على معونتهم.
من أجل المحافظة علي دينهم كانت هجرتهم, و كان فقرهم و
غربتهم. و لكن أهل المدينة كانوا مسلمين أبرارا, و كانوا كُرَماء و رُحَمَاء,
فاستقبلوا المهاجرين و رحّبوهم بالترحاب, و أكرموهم
غاية الإكرام, و صاروا لهم أنصار و حلفاء.
قال الأنصار من أهل المدينة للمهاجرين من أهل مكة: ديارنا
دياركم, و أموالنا أموالكم, و تجارتنا شركة بيننا و بينكم, و نحن جميعا أهلكم
وأصدقاؤكم بدل الدين فارقتم من أهلكم و أصدقاؤكم.
واتخذ كل أنصاري من أهل المدينة أخًا من المهاجرين, واتخذ
كل مهاجر من مكة أخا من الأنصار. و عاشوا جميعا في المدينة إِخْوَةً متحابين. و
عاش النبي بينهم أخا كبيرا, علّمهم و أرشدهم و نظر في
مصالحهم جميعا.
التوضيح :
انظر إلى الكلمات التي تحتها خط : هاجر,و فارق, و أكرم,
و أرشد, و علم, و رحب, تجدها كلها أفعال ثلاثية مزيدة بحرف. فكلمتا هاجر و
فارق مزيدتان بالالف بعد فاء الفعل, و كلمتا أكرم و أرشد مزيدتان
بالهمزة في أولهما, و كلمتا علم و رحب مزيدتان بالتضعيف في وسط الفعل. فتكون
بالترتيب علي وزن : فاعل و أفعل و فعل, فتلك هي أوزان الثلاثي المزيد فيه
حرف.
وربما نتساءل الآن, هل للزيادة هنا فائدة أو معني ؟ طبعا,
إن للزيادة فائدة أو معني. فالهمزة في " أكرم" مثلا لها فائدة, و هي جعل
الفعل اللازم متعديا. فالأصل لازم كما لوقلنا : كرم المدرس. و بعد الزيادة نقول :
أكرمت المدرس. فمعني الزيادة هنا للتعدية. و هناك معان أخري سوي للتعدية.
وكدالك الزيادة بالتضعيف و الألف, مثل لو قلنا : علم المدرس
طلابه في الفصل, و فارق المهاجرون ديارهم.
بالرغم من دلك, فان هناك زوائد لم يكن لها معني أو فائدة,
مثل : سافر محمد إلى صولو.
القواعد :
1. أوزان الفعل الثلاثي المزيد فيه حرف: أفعل و
فعل و فاعل.
2. ينقل الفعل الثلاثي إلى وزن "أفعل"
بزيادة همزة القطع في أوله:
أ)
للتعدية,
نحو: أحسن الولد بوالديه.
ب) لوجود ما اشتق منه الفعل في الفاعل, نحو: أثمر
الشجر (وجد فيه الثمر)
ج) للصيرورة, نحو: أقفر البلد
(صارقفرا)
3. ينقل الفعل الثلاثي إلى وزن "فعّل"
بزيادة التضعيف في وسطه :
ا) للتعدية ,
نحو: فرّح الوالد ولده.
ب) للدلالة
علي التكثير, نحو: قطّع محمد الحبل (جعله قطعا كثيرة)
ج) لسلب أصل
الفعل من المفعول, نحو: قشّرمحمد الرمان (نزع قشره)
4. ينقل الفعل
الثلاثي إلى وزن " فاعل" بزيادة الألف بعدالفاء:
ا) للمشاركة بين اثنتين, نحو: ضارب زيد عليا.
ب)
للتكثير, نحو: ضاعف الله ثواب المحسن. (ضعف)
Post a Comment