(أوزن الثلاثي المزيد بحرفين)
في عهدأبي بكر الصديق وقف الجيش بقيادة أُسَامَة
بن زيد ينتظِرُ أن يأذن له الخليفة ليتحرك للقتال. و فُجْأِةً, وقف بين يدي أسامة شاب صغير اسمه ميسرة يحب أن
يقاتل مع الجيش. حاول القائد أَنْ يرجع ميسرة, و أصرّ ميسرة علي أن يشترك
في الحرب, و أخيرًا قبِله أسامة و وضعه مع
من يقومون بسقاية الجيش.
و أمر أبو بكر قائده أن يتحرك,
فاندفع الجيش في المسير.
و عاد ميسرة يلحّ علي القائد أَنْ يجعله في
صفوف المقاتلين. فاختبره القائد, و لما اِطْمَئَن إلي مقدرته أَلْبَسَه
الدرعَ بيده, و زوّده بالسلاح.
و بدأت المعركة, فتقاتل
الجيشان, و ظهر ميسرة و في يده رمح ينقضّ علي الفُرْسَان و يطعنهم
طعنات قاتلة, و ينفذ من بين الجنود و يصل إلي قائد العدوّ و يضربه ضربة تقضي عليه.
ثم يركب جواده, و يندفع هنا و هناك في المعركة في شجاعة و حماسة و
مقدرة عظيمة علي القتال.
التوضيح :
انظر الكلمات التي تحتها خط, تجدها كلها أفعالا
مزيدة بحرفين. مثل كلمة "يتحرك"
فإنها مزيدة بالتاء و التضعيف, لأن أصلها (مجردها) حرك, فتكون علي وزن (تفعل).
تأمل الكلمات ينتظر ويشترك و اختبر تجدها كلها مزيدة بحرفين يعني الهمزة في أولها و التاء بعد فاء فعلها , لأن مجرد كل منها: نظر و شرك و خبر. فتكون كلها علي وزن (افتعل).
ثم لاحظ كلمة : اندفع, فإنها مزيدة بالهمزة
و النون في أولها, لأن مجردها دفع, فتكون علي وزن (انفعل). ثم لاحظ أيضا
كلمة : تقاتل, فإن مجردها قتل, زيد بالتاء في أولها و الألف بعد فاء فعلها علي وزن
(تفاعل). والأخير, انظر كلمة : ينقض , فانها مزيدة بحرفين يعني الهمزة في أولها
و التضعيف في لام فعلها, فوزنها (افعل).
و كما هو معروف أن للزيادة فوائد أو معاني.
فزيادة التاء في الأول و التضعيف في عين الفعل علي وزن (تفعل) بزيادة التاء
في أوله و التضعيف في عين الفعل:
1. لمطاوعة فعل. و
المطاوعة هي حصول الأثر عند تعلق الفعل المتعدي بمفعوله. نحو: حرك القائد جيشه
فتحرك الجيش.
2. للتكلف وهو معاناة
الفاعل الفعل ليحصل. نحو: تشجع القائد, اي تكلف الشجاعة و عاناها لتحصل.
3. لاتخاد الفاعل أصل الفعل
مفعولا, نحو: تبنيت يوسف, أَيْ اتخدته ابنا.
4. للصيرورة, نحو: تأيمت
المراة, أَيْ صارت أيما.
5. للدلالة علي حصول أصل
الفعل مرة بعد مرة, نحو: تجرع الولد, اي شرب جرعة بعد جرعة.
و ينقل مجرد الثلاثي إلي وزن (تفاعل)
بزيادة التاء في أوله و الألف بعد فاء الفعل :
1. للمشاركة بين اثنين
فأكثر, نحو: تصالح القوم, وتعاون المسلمون علي البر.
2. لمطاوعة فاعل, نحو:
قابل محمد مدرسه فتقابلا.
3. لإظهار ما ليس في
الواقع, نحو: تمارض الطالب, أَيْ أظهر المرض و ليس فيه مرض.
4. للوقوع تدريجيا, نحو:
توارد القوم, أَيْ وردوا دفعة بعد دفعة.
و ينقل مجرد الثلاثي إلى وزن (افتعل)
بزيادة الهمزة في أوله والتاء بعد فاء الفعل:
1. لمطاوعة فعل, نحو: جمعت
الأموال فاجتمعت.
2. للمبالغة في المعني,
نحو: اكتست الرجل, أي بالغ في الكسب.
3. لمعني الفعل المجرد,
نحو: التحق الفارس بالجيش, أيْ لَحِقَه أو لحق به.
4. لمعني تفاعل, نحو:
اشترك القوم في القتل, أي تشاركوا فيه.
و ينقل مجرد الثلاثي إلى وزن (انفعل)
بزيادة الهمزة و النون :
1. لمطاوعة فعل, نحو:
دفع القائد الجيش في المسير فاندفع الجيش.
2. لمطاوعة افعل قليلا ونحو
: أزعجه فانزعج.
و ينقل مجرد الثلاثي إلى وزن (افعل) بزيادة
الهمزة في اوله و التضعيف في لام الفعل:
1. للدلالة علي الدخول
في الصفة, نحو: احمر البحر, أي دخل في الحمرة.
2. للمبالغة, نحو: اسود
الليل, أي اشتد سواده.
القواعد :
1. الفعل الثلاثي المزيد
بحرفين له خمسة أوزان, هي : تفعل, و تفاعل, و افتعل, و انفعل, و افعل.
2. ينقل المجرج الثلاثي
إلي وزن (تفعل): لمطاوعة فعل, و للتكلف, و لاتخاد الفاعل أصل الفعل مفعولا,
و للصيرورة, و للدلالة علي حصول أصل الفعل مرة بعد مرة.
3. و ينقل إلى وزن (تفاعل)
للمشاركة, و لمطاعة فاعل, ولإظهار ما ليس
في الواقع, و للوقوع تدريجيا.
4. و ينقل إلى وزن ( افتعل)
لمطاوعة فعل, و للمبالغة في المعني, و
لمعني الفعل المجرد, و لمعني تفاعل.
5. و ينقل إلى وزن (انفعل)
لمطاوعة فعل, و لمطاوعة افعل قليلا.
6. و ينقل إلي وزن (افعل)
للدلالة علي الدخول في الصفة, و للمبالغة.
فكفي
Post a Comment